هدى بلعبد

معاهدة فاس،  الحماية الفرنسية،المغرب تحت عهد الجنرال لويس ليوطي، نظام فيشي، أوتسليم الصحراء غذاة المسيرة الخضراء. تعتبر  هذه الأحداث سمات رئيسية لتاريخ المغرب  المعاصر نظرا لأنها أهم ما درس للمغاربة من طرف النظام التعليمي الوطني. 

لا حاجة الى التذكير بتجا هل المغاربة لتاريخ مملكتهم، سواء القديم أو المعاصر.ليس لكونه بعيد عن أن يكون معروفا بل لبعد  المغاربة أنفسهم عن معرفته. فمن العادي جدا أن يسألك أحد طلبة الثانوية الفرنسية روني ديكارت بالرباط(و هم مغاربة الأصل في أغلب الحالات) عن من هو المنصور الذهبي(أحد ملوك المغرب القدماء). أما التحدث عن المغرب زمن امارة نيكور فهو كأن تتحدث عن زمن غرف في غياهب النسيان. سألنا محمد شمس الدين، و  هو أستاذ سابق لمادة التاريخ، عن تفسيره لهذا النكران لماصي المملكة فقال : " عدم معرفة المغاربة لتاريخ المملكة راجع أساسا لحماس الشباب للحضارة الأوروبية خاصة الفرنسية " ويضيف بعد مهلة وجيزة من التفكير " عدم اهتمامهم بحضارتهم هو العائق الأساسي.

كنزة فتاة رباطية،وهي تعترف باستحياء بأنها لا تعرف ماضي المغرب:  "اود ان اعترف بأنني لا اعرف الكثير عن تاريخ المغرب ، وعندما اسافر الى الخارج فأنا لا أجرؤ على طرح هذا الموضوع. انني اشعر بالخجل عندما ارى اجنبيايعرف بلدي أفضلمما أعرفها انا..." أما زينب فهي تعرفت عن تاريخ بلدها من بعيد. فهي تحكي بأنها ذهبت للدراسة بالديار الفرنسية بعد حصولها على شهادة الباكلوريا ووجدت نفسها تحن لبلدها فبدأت تبحث في الكتب الاسبانية عن ما قيل عن ماضي المملكة المغربية! أمر عادي جدا فالكل يهون في سبيل الوطن. أما الأسباب لأصلية لعدم معرفة الشباب المغربي لأصوله فتظل غامضة. أما وزارة التربية الوطنية، فلا تخلو من الأخطاْ، يكفي تصفح بعض كتب التاريخ لترى بأن ليس هناك أي سطر يتكلم عن سنوات الرصاص مثلا. ومع ذلك يظل حب المغاربة لتاريخهم مسئلة ذوق. 

فيرى جمال، موظف بالقطاع العمومي، أن ليس هناك داعيا للأهتمام بالماصي، فيكفي على حسب قوله الاهتمام باقتصاد المغرب و اعلامه بدلا من الرجوع الى الوراء ومحاولة فهم اسراره الدفينة. 

قد يحلو لنا الافتخاروالقول بأن ذاكرة المغرب تحفظ في كتب التاريخ العالمية. أما السكان الاصليين للمغرب، فهم يعانون من فقدان الشهيه في القراءة.

هدى بلعبد

Le matin- Juillet 2006